ردّ مجلس النواب في جلسته التشريعية الأخيرة اقتراح قانون دعم المدارس الرسمية والخاصة بمبلغ 300 مليار لأجل مزيد من الدرس، ولكن بعدها بساعات فقط أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب أنه تم “تأمين الدعم المالي لجميع تلامذة المدارس والمعاهد، الرسمية والخاصة، لشراء القرطاسية والكتب، علّنا نخفّف ولو قليلاً، عن كاهل الأهل في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة”، فما هي تفاصيل هذا الدعم، وهل سيصل إلى مرحلة التنفيذ؟
بداية لا يحتاج هذا الدعم الذي تحدث عنه المجذوب إلى قانون يُقر في المجلس النيابي، وبالتالي قد تبدو طريقه أسهل ليتحقّق، فيما لو صدُقت النوايا من قبل المعنيين في تقديم الدعم، وبالتحديد مصرف لبنان الذي عليه المساهمة فيه.
آلية الدعم المقترحة
في التفاصيل تشير مصادر تربوية إلى أنه كان هناك أكثر من صيغة مطروحة لتقديم الدعم، وكان الهدف هو التوصّل إلى طريقة سهلة، تُتيح لكل تلميذ، في المدارس الرسمية والخاصة، الحصول على المساعدة الماليّة بشكل متساوٍ وعادل، لأجل شراء الكتب والقرطاسية، بظل الأسعار المرتفعة التي وصلت إليها “الحقيبة المدرسية”، مشددةً على أن الدعم سيصل الى كل تلميذ وليس إلى كل عائلة، بمعنى أن العائلة التي تضمّ أكثر من تلميذ ستحصل على مساعدة عن كل واحدٍ منهم.
وتلفت المصادر النظر عبر “أحوال” إلى أن الصيغة النهائية لتقديم الدعم لم تُقر بعد، ويجب أن ينتهي العمل عليها الأسبوع المقبل، ولكن الصيغة المرجّح اعتمادها، هي تقديم حوالي مليون ليرة لكل تلميذ، والطريقة هي عبر قيام وليّ أمر التلميذ بفتح حساب مصرفيّ لإبنه في أي مصرف، بقيمة 600 ألف ليرة لبنانية، فيقوم المصرف، عبر الدعم من مصرف لبنان، بتحويل المبلغ إلى الدولار الأميركي على أساس سعر الصرف الرسمي، 1515، ومن ثم تسليمه إلى ولي أمر التلميذ، بالليرة اللبنانية، على أساس سعر الصرف المعتمد لدى المصارف، أي 3940 ليرة للدولار الواحد، الأمر الذي يُتيح تحويل الـ 600 ألف ليرة الى مليون و576 ألف ليرة، تُساعد التلميذ على شراء حاجياته المدرسية. وتشير الى أن أولياء الأمور الذين لا يملكون المال لفتح الحسابات ستتم مساعدتهم بطريقة أخرى يتم العمل عليها بالتوازي.
الأهالي يرحبون… ويشككون
لن تُقدّم هذه المساعدة لكل تلميذ، بل فقط أولئك الذين لا يستفيد أولياء أمورهم من أي منح مدرسية، لأن الهدف مساعدة من لا مساعد لهم. وفي سياق الحديث عن المساعدات، يقول أحمد عيسى، لـ”أحوال” وهو أب لتلميذين في المرحلة الإبتدائية: “سمعنا الوزير يتحدث عن دعم التلامذة، وهذا أمر جيّد، ولكننا نعيش في لبنان، وبالتالي لن نصدّق الدعم إلا عندما يصل الى أيدينا”، مشيراً الى أنه تمكّن حتى اليوم وبشقّ النفس من شراء نصف ما يحتاجه أولاده من قرطاسية، متمنياً أن لا يتأخر الدعم بحال صدقوا. الكلام نفسه يرد على لسان أكثر من عائلة، فهم ينتظرون الفعل وعدم الإكتفاء بالأقوال.
من جهتها ترحّب المستشارة القانونية لاتحاد هيئات لجان الأهل في المدارس الخاصة المحامية مايا جعارة بالمبلغ المُحكى عنه، متمنّية أن تكون آلية الحصول عليه شفّافة وسهلة وسريعة لا سيّما أنّ الفواتير لتسديد القسط الأول قد أرسلت إلى الأهالي، مشددة على أن لجان الأهل لم تتبلّغ حتى اللحظة آلية الحصول على المساعدات.
وإذ تؤكد جعارة في حديث لـ”أحوال” على قول الوزير “بحصة تسند خابية”، تتمنّى أن تلي هذه الخطوة خطوات أخرى تصّب في خانة مساعدة أهالي التلامذة لمجابهة التكاليف الباهظة لا سيّما في ظلّ الأزمة الإقتصادية الخانقة، وفي ظلّ ارتفاع أسعار الحواسيب والألواح الذكيّة التي أضحت من ضروريات التدريس لا من الكماليات.
محمد علوش